فرص وتحدياتها العلاقات العراقية التركية في ندوة حوارية بملتقى بحر العلوم للحوار
ضمن الموسم الخامس لملتقى بحر العلوم للحوار، والخاص باعادة تقييم مكانة العراق الدولية في النظام الدولي الجديد، تم عقد ندوة حوارية الثلاثاء 18 شباط 2025 للبحث في افاق فرص وتحديات العلاقات العراقية التركية ومن وجهة نظر اكاديمية ارتكزت على مخرجات رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه بقسم العلوم السياسية بمعهد العلمين للدراسات العليا، وقد شارك في الندوة الحوارية نخبة من الاكاديمين والخبراء والسياسيين وطلبة الدراسات العليا في معهد العلمين، وادار الندوة الاستاذ الدكتور محمد ياس خضير رئيس قسم العلوم السياسية بمعهد العلمين ، حيث اشار في افتتاحية الندوة الى ابعاد زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردغان الى بغداد في نيسان 2024 في اعادة رسم اتجاهات العلاقات العراقية التركية باتجاه ثوابت ومصالح العراق وتركيا، والتي تمخضت بتوقيع العديد من الاتفاقيات والمذكرات وفي مختلف القطاعات الاقتصادية .
وقد طرحت في الندوة اربعة اوراق بحثية، فضلا عن مداخلات وتعقيبات المشاركين ،الورقة الاولى للبروفسور الدكتور اسماعيل تاتلي اوغلو من جامعة اولوداغ التركية، حيث بين وجهة نظر تركيا الاقليمية حول استقرار المنطقة من خلال التفاعل والتكامل الاقتصادي مع دول المنطقة بما تحتويه من موارد طبيعية ومشتركات حضارية وثقافية ممكن ان تشكل عوامل استقرار لدول المنطقة .
اما الاستاذ الدكتور سرمد زكي الجادر فاكد في ورقته على فكرة الثابت الاستراتيجي في العلاقات العراقية التركية، حيث بين ان الجوار العراقي التركي لم يكن مجرد جوار على الخريطة وانما علاقات تتداخل فيها السياسية والاقتصاد والامن، وقد ركز على امكانية توظيف طريق التنمية في بناء علاقات تكاملية اقليمية وبالذات مع تركيا كونها تمثل نقطة الربط مع اوربا مما يستدعي مستوى عاليا من التنسيق بين البلدين .
في حين طرح الاستاذ الدكتور عامر حسن فياض فكرة التحول من نسق تصفير الحلول الى نسق تصفير المشاكل، وهو الذي ينبغي اعتماده بدل الادلجة في العلاقات العراقية التركية كونه النهج الوظيفي القائم على مشترك المصالح وليس مشترك العقائد .
وركز الاستاذ الدكتور سمير جسام راضي على المتغيرات ذات الاولوية في العلاقات العراقية التركية وهي المتغير الامني والاقتصادي والمياه والتحولات الاقليمية الناجمة عن حرب غزة ولبنان والتغيير في سوريا، مؤكدا ان طريق التنمية يمكن ان يشكل تحولا في طبيعة العلاقات العراقية التركية .
اما مستشار السفير التركي في بغداد فقد اكد على الروابط التي تجمع بين البلدين، مبينا اهمية اتفاق الاطار الاستراتيجي بين العراق وتركيا الذي وقع اثناء زيارة الرئيس التركي الى بغداد في نيسان 2024، واكد على ضرورة التعاون في مجال ادارة المياه لمواجهة تحديات التغيرات المناخية وندرة المياه .
في حين اكد وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية السيد محمد حسين بحر العلوم على ضرورة الانطلاق من زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردغان الى بغداد في نيسان 2024 والتي تعد نقطة تحول في مسار العلاقات العراقية التركية وتعد مأسسة للعلاقات بين البلدين
وقدم الدكتور عدنان عجيل احد خريجي معهد العلمين قراءة معمقة لكتاب العراق والسياسة الخارجية التركية والذي احتوى على ملخصات رسائل واطاريح قسم العلوم السياسية بالمعهد الخاصة بالعلاقات العراقية التركية .
وفي الختام توجه الدكتور ابراهيم بحر العلوم المشرف العام بالشكر والتقدير للسادة الباحثين والمشاركين والضيوف من تركيا، مؤكدا على ضرورة استدامة الحوارات بين العراق ودول الجوار، مشيرا الى تجربة مؤسسة بحر العلوم في التعاطي مع التحديات التي تواجه العراق، وتبنيها نهجا قائما على دبلوماسية المسار الثاني، مؤكدا على الدور الذي ممكن ان تلعبه المؤسسات غير الحكومية في ايجاد مساحات للحوار ومشتركات في الحلول مع تركيا ودول جوار العراق