التوظيف الروسي للمتغيرات الجيوبولوتيكية في علاقتها بالاتحاد الاوربي في دكتوراه بالعلمين.
جرت في قسم العلوم السياسية بمعهد العلمين للدراسات العليا، الثلاثاء 29 تشرين الاول 2024، مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة “ المتغير الجيوبولوتيكي والسياسة الخارجية الروسية ازاء الاتحاد الاوربي بعد عام 2014” للطالبة “ ايمان شريف علي” .
بدأت الباحثة بالحديث عن السياسة الخارجية لروسيا الاتحادية بعد تولي (فلاديمير بوتين) الحكم، واصفة اياها بانها سياسة جديدة واستراتيجية، بدأت بالبناء الذاتي لروسيا الاتحادية، ثم محاولتها التمدد لمناطق نفوذها والتي تعتبرها روسيا مجالها الحيوي المهم، وان روسيا استخدمت سياسات خارجية وظفت فيها كل قدراتها العسكرية، وكذلك قدراتها في مجال الطاقة كوسائل لاستعادة مكانتها الدولية، كما استخدمت عامل المتغير الجيوبولتيكي في سياستها، موضحة إن مساعي روسيا لاستعادة وتعزيز دورها العالمي واجهتها عقبات وتحديات عرقلتها عن الوصول الى مبتغاها، واهمها الاتحاد الاوربي، ومن أهم ملفات الخلاف مع الاتحاد الاوربي الأزمة الأوكرانية بعد ضم جزيرة القرم الى روسيا، وتدخل الاتحاد الأوروبي فيها، وكذلك توسع حلف شمال الأطلسي باتجاه الحدود الروسية من خلال ضم عدد من دول الاتحاد السوفيتي السابق اليه، ونشر الدرع الصاروخي الأمريكي، والعقوبات الأوربية المفروضة على روسيا.
وخلصت الدراسة الى استنتاجات اهمها ان القيادة الروسية بقيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وظفت الموقع الجيوبولتيكي المميز لروسيا الاتحادية، في صنع سياساته الخارجية واستراتيجيتها الشاملة، ما مكنها من أن تكون قوة جيوسياسية واستراتيجية كبرى لا يمكن تجاهلها في إدارة النظام الدولي، كما انها وظفت الطاقة (النفط والغاز) في سياستها الخارجية خاصة مع الاتحاد الاوربي، وافشلت توجهاته لإيجاد بدائل للطاقة الروسية ، واعادت بناء المؤسسات العسكرية وهيكلية الصناعة الحربية الروسية، كجزء من استراتيجيتها الشاملة، وسعت روسيا الاتحادية لامتلاك عوامل الردع التقليدي وغير التقليدي للحفاظ على امنها القومي، وعززت مكانتها الدولية من خلال التوجهات والتحركات للسياسة الخارجية الروسية الجديدة في الشرق الأوسط ودعم حليفتها سوريا، واستخدامها كنوع من المساومة السياسية للضغط على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وان الاتحاد الأوروبي حاول تطويق روسيا الاتحادية وعزلها من خلال الشراكة مع دول شرق أوربا، وكذلك حاول اسقاط مشروع مجموعة الدول المستقلة عبر دمجها بالاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، لكن المتغير الجيوبولتيكي لروسيا الاتحادية يعد مفتاحاً أساسياً مؤثراً في سياستها الخارجية ومصالحها الاستراتيجية، بحيث اصبحت أكبر قوة في أورآسيا بسبب موقعها الجغرافي، وعلاقته الوثيقة بالنظم السياسة القائمة، وان الواقع الديموغرافي لروسيا الاتحادية من أكبر التحديات التي تواجهها بسبب انخفاض عدد سكانها بدرجة كبيرة.