برعاية دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، وبحضور وزير البيئة ومحافظ البنك المركزي، اختتمت في بغداد السبت ١٨ تشرين الاول ٢٠٢٥، اعمال " المؤتمر العلمي الدولي الأول لمركز العلمين للبيئة والتغيرات المناخية والمياه" تحت شعار " الموسوعة البيئية العراقية: توثيق الإرث البيئي وانطلاقة معرفية نحو مستقبل إقليمي مستدام" ، وناقش المؤتمر، خلال يومين، وعبر سبعة جلسات علمية تخصصية ، وبحضور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم للعراق السيد غلام إسحاق زاي، والسفيرين الإيراني والتركي في بغداد بصحبة وفود بحثية واكاديمية من البلدين، والمدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة الدكتور نصر الدين العبيد، وممثلين عن وزارات الخارجية والتخطيط والبيئة والموارد المائية والصحة والزراعة وهيئة الاعلام والاتصالات ومكتب البيئة والتغير المناخي في هيئة المستشارين، وعدد كبير من الخبراء والاكاديميين من داخل العراق وخارجه، تعزيز الشراكة العلمية بين العراق ودول الجوار للقضاء على الظواهر الناجمة عن الاحتباس الحراري وشح المياه، وهجرة السكان ودعم الجهود الحكومية والأكاديمية لمواجهة تحديات البيئة وارتدادات التغير المناخي، لخدمة التنمية المستدامة، فضلاً عن صياغة جهود الخبراء في مبادرات قابلة للتطبيق. الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم للعراق السيد غلام إسحاق زاي، والسفيرين الإيراني والتركي في بغداد بصحبة وفود بحثية واكاديمية من البلدين،
وفي كلمة له في المؤتمر قال معالي الدكتور إبراهيم بحر العلوم رئيس مؤسسة بحر العلوم الخيرية ان الموسوعة البيئية العراقية ليست مشروع مركز العلمين، بل مشروع وطن بأكمله، يجسد رؤية العراق نحو مستقبل بيئي متوازن ومستدام، واصفا إياها بانها فرصة حقيقية لأن نثبت أن لدينا القدرة على تحويل المعرفة إلى فعل، والعلم إلى سياسات، والفكر إلى تنمية، مضيفا ان هذه الموسوعة هي خيارنا الوطني في مواجهة واقع بيني صعب، لأننا لا نملك ترف الاختيار أو الانتظار أمام الخطر البيئي المحدق.
وتمخض المؤتمر عن الإعلان الرسمي عن تأسيس مركز العلمين للدراسات البيئية والتغيرات المناخية والمياه كمنصة وطنية وإقليمية للبحث العلمي والابتكار في مجالات البيئة والمياه والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، وبما يعزز جهود العراق في مواجهة تحديات المناخ والموارد المائية، وإطلاق مشروع الموسوعة البيئية العراقية بوصفه عملاً وطنياً شاملاً يوثق الإرث البيئي العراقي عبر سنة عشر مجلداً تغطي مختلف المجالات البيئية، وتوحيد الجهود الأكاديمية والحكومية عبر إشراك أكثر من (150) أستاذاً وباحثاً من مختلف الجامعات والمؤسسات العلمية العراقية فضلاً فريق الدعم والاسناد من وزارات الخارجية والتخطيط والبيئة والموارد المائية والصحة والزراعة وهيئة الاعلام والاتصالات ومكتب البيئة والتغير المناخي في هيئة المستشارين التحقيق التكامل المعرفي بين مؤسسات الدولة والمجتمع العلمي، وتعزيز التعاون الإقليمي مع دول الجوار (إيران، تركيا، سوريا) في مجالات إدارة المياه، وحماية البيئة، والحد من آثار التغير المناخي عن طريق تبادل الخبرات وتنفيذ المشاريع البحثية المشتركة، وتأكيد دور العراق الريادي البيئي في المنطقة عبر تبني نهج مستدام في إدارة الموارد الطبيعية، وتشجيع مبادرات الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة، وتطوير سياسات وطنية متكاملة للتكيف المناخي.
كما خرج المؤتمر بعدة توصيات منها اعتماد مركز العلمين كجهة استشارية وطنية داعمة للوزارات والمؤسسات الحكومية في مجالات البيئة والمناخ والمياه والطاقة، وإدراج مشروع الموسوعة البيئية العراقية ضمن برامج البحث العلمي الوطنية، وتخصيص الدعم المالي والفني لاستكمال مراحل إعدادها ونشرها ورقياً ورقمياً، وتأسيس هيئة استشارية علمية دائمة للمركز والموسوعة البيئية العراقية، تضم نخبة من العلماء والخبراء العراقيين في مجالات البيئة والمناخ والمياه والطاقة، تتولى الإشراف العلمي على أنشطة المركز، وضمان جودة المحتوى العلمي للموسوعة البيئية العراقية ومراجعة تحديثاتها الدورية، وتشكيل فريق وطني متخصص من الباحثين والأكاديميين لمراجعة وتنقيح المجلدات العلمية للموسوعة البيئية العراقية، لضمان الدقة العلمية والاتساق المعرفي وجودة الإخراج النهائي، بإشراف الهيئة الاستشارية العلمية الدائمة، وتعزيز الشراكة مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO)، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) في مجالات التدريب وبناء القدرات وتنفيذ مشاريع الاستدامة البيئية،