رئيس اللجنة الخاصة بجرائم داعش: معهد العلمين يمكن ان يساهم في اقامة ورش نقاشات مع المشرعين المختصين، للوصول الى وضع تشريعات مناسبة للتعامل مع جرائم الابادة الجماعية.
2022-12-20
النص
416

استقبل الدكتور ابراهيم بحر العلوم المشرف العام، يرافقه الامين العام لمؤسسة بحر العلوم الخيرية الدكتور السيد محمد علي بحر العلوم، وعميد معهد العلمين للدراسات العليا الاستاذ الدكتور زيد عدنان العكيلي، الاثنين 19 كانون الاول 2022، المستشار كريستيان ريتشارد رئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبتها داعش في العراق وغيره (يونيتاد)، والوفد المرافق له، وبينهم القاضي قاسم العبودي. 
وقال الدكتور إبراهيم بحر العلوم في كلمة ترحيبية، ان زيارة فريق التحقيق لمدينة النجف الاشرف، بالاخص في هذه الأيام، تحمل رسائل معنوية كثيرة، أولها ان  النجف كان لها الدور الكبير في مواجهة داعش من خلال فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها الامام السيد السيستاني، وبالتالي ان يزور هذا الضيف العزيز، والذي تولى مهمة حساسة جدا، النجف الاشرف في الذكرى الخامسة لانتصار الشعب العراقي على داعش، له مردودات كبيرة وخاصة بعد اجتماعه مع الامام السيستاني، وكان له مؤتمر صحفي وبعض التصريحات التي اطلقها بعد الاجتماع، واضاف بحر العلوم قائلا، المهم ان السيد المستشار اختار معهد العلمين كمركز اكاديمي قانوني للاجتماع بنخب وأساتذة القانون الجنائي والقانون الدولي الإنساني، و بعض طلبة الدراسات العليا وبقسم الدكتوراه والقانون العام، وهذه مؤشرات تبعث على ان السيد المستشار وفريقه له ابعاد في التفاعل مع الشرائح المهمة، التي ستشكل له رافدا في عمله المستقبلي. واردف قائلا، نحن وطوال هذه الفترة مهتمين بهذه المهمة، ونعلم جيدا ان هذه مهمة المعهد وقسم القانون، وان تنظيم داعش ارتكب جرائم متعددة واهمها الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية، وفيها جريمة بحق المكون التركماني والايزيدي وجرائم سبايكر وغيرها، ونحن في الوقت الذي نشيد بفعاليات الفريق، ونشيد بمستوى العمل والجدية التي تم الحصول عليها ضمن التحقيق، والتي وصلت الى قرابة 5 مليون و 500 الف وثيقة، وهذا عمل جيد.
القى بعدها المستشار كريستيان ريتشارد رئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المسائلة عن الجرائم التي ارتكبتها داعش في العراق وغيره (يونيتاد)، محاضرة عن عمل لجنته الاممية، اعرب فيها عن سعادته بلقاء اساتذة وطلبة معهد العلمين، مهنئا بمناسبة الذكرى الخامسة للانتصار على داعش، وانه يطلق هذه التبريكات من النجف، المدينة التي صدرت منها فتوى الجهاد الكفائي. مبينا ان موضوع الانتصارات على داعش قد سهل المهمة بتشكيل الفريق المتخصص في جرائم داعش، وان من ثمار هذا الانتصار من قبل العراقيين، تأسيس فريقه ، الذي ثال انه جاء نتيجة الحث من قبل الحكومة العراقية على تأسيس ودعم الفريق للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها داعش في العراق، موضحا ان الفريق تاسس من قبل مجلس الامن الدولي وفق القرار المرقم 2379 لعام 2017 من قبل الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم داعش، وقد بدا فريق العمل في العراق منذ ذلك الحين وبشكل مستمر، وقال المستشار كريستيان ريتشارد ان الفريق مستقل، ويعمل بالتحقيق في جرائم داعش، والتدقيق في الادلة المقدمة من قبل الشرطة والقضاء، كذلك مقابلة المجرمين والمدانين والمتهمين بارتكاب جرائم حرب، وكذلك تحليل الوثائق وجمعها وطرحها على الراي العام، وتحليل المقابلات الخاصة بهؤلاء المجرمين والأدلة المتروكة بعد انسحاب داعش، مثل التلفزيون والحاسوب والموبايل ، مؤكدا ان العراق هو المستفيد الأول من عمل ونتاج هذا الفريق، ولدينا تعاون مكثف مع ممثلينا في العراق في القضاء، وكذلك لدينا اعمال استشارية وشراكة مع القضاء في العراق، ولدينا علاقات طيبة مع رئيس مجلس القضاء الاعلى في العراق السيد فائق زيدان، ولدينا تعاون مكثف مع قضاة ومحققين، والعمل جاري على تحليل الملايين من الوثائق المتوفرة لدينا من داعش، ولدينا تعاون خاص مع القضاء العراقي، ولدينا فريق خاص للتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها الايزيديون والشيعة والمسيحيين والتركمان الشيعة والسنة واخرين، وبين انه يقدم تقريرين في السنة الى مجلس الامن الدولي، بما توفر لديه من وثائق وادلة ونتائج، مشددا ان التقرير لايتعلق بالامور الجنائية فقط، انما يتضمن امور مهمة اخرى، ونعمل على تقديم الدعم للسلطات العراقية فيما يخص المقابر الجماعية، وكشف بقايا الرفات، وكذلك نعمل على تسجيل الوثائق والنتائج على الحاسوب، من اجل تسهيل مهمة الباحث في تحليل هذه النتائج، ونعمل على تقديم كل الادلة المتوفرة لمساعدة القضاء العراقي، وكانت لدينا الكثير من الدورات والندوات حول العالم، والكثير من التواصل مع الامم المتحدة لتقديم تقرير مفصل عما نفعله هنا في العراق، ومضى قائلا، هذا العام كانت لدينا ثلاث ندوات في المانيا ونيويورك والقاهرة، نحن لانعمل من اجل جمع الادلة في كتب، انما نجمعها من اجل تقديمها للقضاء لمحاكمة مجرمي داعش، وشدد بالقول، في عملنا نحن لسنا منظمة لمكافحة الارهاب، وانما نعمل على تثبيت الجرائم والعمل على جمع الادلة التي تساعد المحاكم الدولية على محاكمة مجرمي داعش. وقال ان فريقه يواجه تحدي حقيقي، وهو وجود نقص تشريعي وطني، وعدم وجود غطاء قانوني فيما يخص محاسبة المتورطين في هذه الجرائم، ولا توجد تشريعات حقيقية تخص الابادة الجماعية، وكانت لدينا جهود مكثفة بخصوص تشريع قوانين الابادة الجماعية، ونحن هنا من اجل تقديم جميع المساعدات للقضاء العراقي، فيما يخص تشريع قوانين خاصة بالجرائم الدولية، والابادة الجماعية، ولهذا السبب نحن نتواصل معكم انتم المختصين في معهد العلمين والمؤسسات المتخصصة الاخرى، نحن نحاول وضع تشريعات خاصة بهذه الجرائم، بما يخدم القضاء العراقي، وهذا هو هدفنا الاساسي. ويمكن ان يساهم معهد العلمين في هذه الجهود من خلال اقامة ورش نقاشات مع المشرعين المختصين، للوصول الى وضع تشريعات مناسبة للتعامل مع جرائم الابادة الجماعية،   
بعد ذلك تم فتح باب المداخلات والاسئلة لاساتذة وطلبة المعهد، والاساتذة الضيوف من عدة جامعات عراقية.
وقد قام الوفد الزائر بجولة على اقسام وقاعات المناقشة والدراسة في المعهد.