أطروحة دكتوراه في العلمين تناقش.. أهمية العمليات النفسية في تحقيق الامن الوطني العراقي.
2022-08-01
النص
1072

جرت في قسم العلوم السياسية بمعهد العلمين للدراسات العليا الاحد 31 تموز 2022، مناقشة أطروحة الدكتوراه الموسومة " دور العمليات النفسية في تحقيق الامن الوطني العراقي" للطالب " حاتم جبر خلف المكصوصي"، وضمت لجنة المناقشة التي ترأسها الأستاذ الدكتور علي عباس مراد، أساتذة من جامعات بغداد والنهرين وذي قار، إضافة الى معهد العلمين. 
وتنبـع أهميـة البحـث، في هذا الوقت بالذات الذي يعيش فيه العالم الجيل الرابع من الحروب، باستخدام الحرب الناعمة، التي ترتكز على العمليات النفسية والإعلامية بشكل كبير، بحيث باتت معرفـة العمليـات النفسية، وتحديـد الأدوات والوسائل وأساليب ادارتهـا فـي العـراق، على درجة عالية من الاهمية كونها تستهدف العقـول، ومـن ثـم تؤدي الى تغيير الأفكـار والآراء والعواطـف والاتجاهـات والسـلـوك، للفـرد والجماعـات، بمـا يلائـم أهـداف الـدول أو المجتمـعات التـي تشـن العمليات النفسية، خاصة وان العمليات النفسية فعالـة فـي اوقات السلم والحرب، وتستخدم تجاه الـدول أو المجتمعات المعاديـة والحليفـة والصديقة، وحتـى مـواطنين وجنـود الشعب نفسـه، مـمـا يزيـد مـن خطورتها، وتواجـه أغلـب دول العالم وبالأخص الدول غير المستقرة سياسيا، 
وبين الباحث ان العمليات النفسية بشكلها الـراهـن، ظـاهـرة مـن ظـواهر القرن الحادي والعشرين، إلا أن القراءة العلمية لمفهومهـا وتـاريخ تطورهـا، تؤكد أن جـذورها قـد امـتـدت فـي أعمـاق التاريخ، إذ شهدت استخدام وتوظيـف أساليب ووسائل مختلفة ومتباينـة مـن طـرق العمليات النفسية لتحقيـق أهـدافها، مبينا تعدد المصـطلحات والمرادفـات للعمليـات النفسـية عبـر التـاريخ الحـديث، وكـان مـن أبرزها: الحـرب الإعلاميـة ،حـرب المعنويات أو الحـرب المعنويـة، أو حـروب الأفكـار، أو الغـزو الثقـافي، الحـرب الاقتصـادية ، حـرب الدعايـة ، الحـرب الالكترونيـة، الحـرب البـاردة، حـرب الإشاعات، الحرب السياسية، حرب المعلومات، الحرب الأيديولوجية.
وشدد الباحث على أن اختلاف وتنـوع الصعوبات والتحديات التي واجهت المؤسسة العسكرية العراقيـة بعـد عـام 2003، قد اتخذت أشكال عديـدة، سـواء مـا يخـص ضـعف العقيدة العسكرية بسبب الاقتتال الطائفي، أو مـن خـلال تأخير عقود التجهيز والتسليح للجيش العراقي، أو عبر محاولة بعض السياسيين تشـويـه صـورة هـذه المؤسسـة عبـر الأعـلام المغـرض، مشيرا الى ان الحكومة العراقيـة ادركت أهمية العمليات النفسية على الجوانب القتالية والمعنوية للمجتمـع العراقـي بشكـل عـام، والقـوات المسلحة بشكـل خـاص، واعطتـها اسـبقية مـن خـلال تشكيل الخليـة الوطنية للعمليات النفسية في 2 تشرين الثاني عام 2014، والتـي أخـذت على عاتقهـا تنفيذ العديـد مـن العمليـات النفسية، واعداد البحـوث والدراسات والاستشـارات، التـي تصـب جميعهـا باتجـاه تحصين المجتمـع العراقـي مـن دعايـات وروايـات عصـابات (داعـش) الارهابيـة، كمـا سـاهمت فـي تنظيم وتنسيق المهـام والواجبـات الخاصـة ببنـاء الجهـد النفسـي فـي المؤسسات الامنية والعسكرية، مطالبا الحكومـة العراقيـة، ايلاء الاهتمـام الخـاص بالمؤسسات العسكرية، وذلـك مـن خـلال تطويرهـا ودعمهـا بالشكل الذي يتناسب مع حجم التحديات التي تواجه العراق وتهدد امنه الوطني، خاصة من جهة العمليات النفسية.
وأوصى الباحث بتشكيل مركز تفكير مشترك، شبه حكومي، بين مؤسسات الدولة والباحثين، معني بالعمليات النفسية واساليبها وطرق تطويرها من جانب العراق، والعمل على تطوير منظومة الاستخبارات ودعمها لانجاح العمليات العسكرية العراقية، ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية والعسكرية من خلال منظومة تطوير وتأهيل، كأكاديمية للاستخبارات والعمليات النفسية، ووفق أحدث التقنيات والأساليب العالمية، والعمل على إزالة الرواسب التي تركتها فترة تنظيم داعش، والذي استخدم مجموعة من الأفكار والعقائد في كسب عقول بعض الفئات من المجتمع لأسباب طائفية ونفسية واقتصادية، حيث تمكن التنظيم من استثمار الكثير من الخبرات العسكرية والتنظيمية والإعلامية خصوصاً في مجال العمليات النفسية لتكوين صورة مضخمة بقدراته وإمكانياته القتالية التي برز تأثيرها على المواطن البسيط. والتعاون مع الدول الإقليمية التي تحيط بالعراق لضبط الامن الوطني، عبر ضبط الحدود، وتبادل المعلومات بشأن المجاميع الإرهابية. خاصة وان بعض دول الجوار، كما يرى الباحث، سعت إلى تصفية حساباتها الاستراتيجية، لتامين مصالحها الوطنية، من خلال التأثير على الوضع السياسي والأمني في العراق، للتأثير على بعضها البعض، الأمر الذي ترك أثره السلبي على الأمن الوطني العراقي، مما أسهم في تراجع الاستقرار.