وفد كردي كبير يزور معهد العلمين الدكتور بحر العلوم: نحتاج الى حوار مجتمعي يرسخ في اذهان الجيل الجديد..
2022-06-26
النص
461
زار وفد كردي كبير، الاحد 26 حزيران 2022، معهد العلمين للدراسات العليا, يرافقه وفد مركز عشتار لدعم الديمقراطية في النجف الاشرف، وكان في استقبالهم الدكتور إبراهيم بحر العلوم، والأستاذ الدكتور زيد عدنان العكيلي عميد المعهد، والمعاون الإداري، ورئيسي قسمي العلوم السياسية والقانون. وضم الوفد الكردي كلا من د. دلاور علاء الدين رئيس مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث (ميري)، وسعدي بيره عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، وجعفر امينكي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، وخليل إبراهيم ومثنى امين عضوي الاتحاد الإسلامي الكردستاني، وتسليم كامل عضو قيادي في حركة التغيير، وعدد من الاكاديميين والإعلاميين, الى جانب محمد علوية رئيس مركز عشتار لدعم الديمقراطية في النجف.
وبعد الترحيب بالوفد الزائر، تحدث الدكتور إبراهيم بحر العلوم عن الفجوة الموجودة بين الطبقة السياسية والجيل الجديد، والتي حالت دون وصول الرسالة الى الجيل الجديد. وقال الدكتور بحر العلوم: " كنا في مرحلة نضال ومعارضة، لكن رسالتنا لم تصل، والسبب في قناعتي اننا نفتقر الى مشروع وطني يجمعنا كلنا"، وأضاف بحر العلوم قائلا " أي علاقة لا تنطلق فقط من الحاضر، بل يجب ان تنطلق من عمق تاريخي، نحن لدينا ماضي قوي، وعلاقات قويه ننطلق منها، لكن هناك قضية، وهي ان هذا الجيل لا يعلم عن ذلك التاريخ شيء، والسبب في ذلك أن الطبقة السياسية – العربية والكردية - فاشلة في المشروع الوطني" مبينا ان " ما نحتاجه اليوم ليس حوار سياسي، وإنما حركة مجتمعية، وحراك مجتمعي" مشددا على ان " الحوار السياسي مهم، لكن الأهم هو الحوار المجتمعي، يجب أن يكون الحوار والتواصل الكردي - العربي موجودا في جميع الأوقات والأزمات، يجب أن نرسخ العلاقات المجتمعية في عقول الناس، فالعلاقة المجتمعية هي التي تبقى" وطالب الدكتور بحر العلوم ب" ان تكون لدينا رؤية وسياسة النسق الصاعد، اما النسق النازل وانتظار القيادات ماذا تفعل تنزله إلى الشارع، فهذا دليل فشل القيادات السياسية" موكدا ان " القيادات السياسية لم تستطع حل مشاكلها، لكنها تنزل مشاكلها إلى الناس، وهذا الخلاف بين السياسيين ينزلونه إلى الشارع العراقي".
من جانبه شكر رئيس الوفد الدكتور دلاور على الدين، رئيس مؤسسة ميري، الدكتور بحر العلوم ومعهد العلمين، على الحفاوة والاستقبال، متمنيا ان يكون اللقاء " بداية جيدة للقاءات مستقبلية" وقال ان " وجودنا في النجف الاشرف تحت عنوان حوار المكونات، وهذه عودة ثانية إلى النجف بعد أربع سنوات مضت، والهدف من هذه اللقاءات هو التواصل بين الشرائح المجتمعية والمؤسساتية والثقافية والاجتماعية والسياسية "  موضحا ان ما يقوم به الوفد الكردي الزائر هو" إعادة التعارف مع الكثير من المراكز المهمة الروحية والاجتماعية والسياسية في النجف، وأنتم على رأس القائمة" واعدا  ب" لقاءات مستقبلية في أربيل وفي محافظات أخرى في العراق".
عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني،  سعد بيرة طالب فيث حديثه " أن نزرع في ذاكرة القاعدة الجماهيرية والجيل الجديد، كيف تم إنقاذ العراق، وتحرير العراق"  مضيفا القول" نحن نعرف بعضنا قبل النظام الجمهوري، من ايام الإنجليز، ايام محمود الحفيد وملا مصطفى البارزاني، ولا ننسى فتوى اية الله السيد محسن الحكيم بتحريم قتال الاكراد، ولا ننسى وجود الآخرين ومنهم السيد محمد بحر العلوم (رحمه الله) في هذا المجال"  وشدد بيره على الحاجة إلى إعادة التاريخ، والعمل على إعادة الوضع إلى حالته الطبيعية" مضيفا القول " ولكن بدون الوصول إلى مشروع وطني ملح ومتفق عليه من جميع الأطراف، لا يمكن ذلك، يجب أن نحاول أن نتكلم نفس لغة المقاومة التي كنا نتحدث عنها، والمشاريع التي تبنيناها وكتبناها وناقشناها حول كيفية إدارة العراق مستقبلا، نحتاج إلى مراكز ومؤسسات وشخصيات تعمل بجد لإعادة العملية السياسية على سكتها الاصلية، ونسيان اللغة الخشنة التي لا تخدم احد". 
وفي كلمة له اثناء اللقاء قال ‏جعفر أمينكي، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني: " عندنا قضية مشتركة هي بناء البلد، وللأسف لم نستطيع بناء البلد بالشكل الذي ينتظره المواطن"، مذكرا بان" الاكراد تفاعلوا مع مظلومية الشيعة، والشيعة تفاعلوا مع مظلومية الكرد، إلى أن وصلنا إلى النقطة التي افترقنا فيها وهي كيفية وجود حكومة رشيدة لخدمة الشعب " مشددا على أهمية " تفاعل المجتمع المدني في كردستان مع المجتمع المدني في الوسط والجنوب"
وفي ختام الزيارة، قام الوفد الضيف بالاطلاع على اجنحة معهد العلمين للدراسات العليا، ومكتبته الكبيرة، معربين عن ارتياحهم لما شاهدوه من ةصرح علمي مميز. وفي ختام الزيارة قام الوفد الضيف بزيادة قبر العلامة الراحل محمد بحر العلوم (قدس سره)، وقراءة سورة الفاتحة لروحه الطاهرة.